الرد على شبهة ملكات اليمين في الإسلام

ملكات اليمين

كيف تعترضون على ما تسمونه إباحة الإسلام لنظام الرق وملكات اليمين، في الوقت الذي نرى فيه الكتاب المقدس ممتلئ بنصوص تقر وتبيح وتأمر بالإسترقاق وأخذ الجواري وملكات اليمين والعبيد بأمر من الرب؟

نقرأ في الكتاب المقدس مثلاُ في سفر التثنية 20 – فاندايك:

10 حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح

11 فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك

12 وإن لم تسالمك، بل عملت معك حربا، فحاصرها

13 وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف

14 وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة، كل غنيمتها، فتغتنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك

15 هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا

كذلك نجد في الوصايا العشرة (خروج 20 – فاندايك) ذكر لعبيد الرّجل وإماءه وقد أقرنوا بالزوجات والممتلكات، وهذا إقرار إلهي واضح لنظام الإسترقاق:

17 لا تشته بيت قريبك. لا تشته امرأة قريبك، ولا عبده، ولا أمته، ولا ثوره، ولا حماره ، ولا شيئا مما لقريبك

ونقرأ مثلاً في سفر التثنية 21 – فادايك ما يلي:

10 إذا خرجت لمحاربة أعدائك ودفعهم الرب إلهك إلى يدك، وسبيت منهم سبيا

11 ورأيت في السبي امرأة جميلة الصورة، والتصقت بها واتخذتها لك زوجة

12 فحين تدخلها إلى بيتك تحلق رأسها وتقلم أظفارها

13 وتنزع ثياب سبيها عنها، وتقعد في بيتك وتبكي أباها وأمها شهرا من الزمان، ثم بعد ذلك تدخل عليها وتتزوج بها، فتكون لك زوجة

14 وإن لم تسر بها فأطلقها لنفسها. لا تبعها بيعا بفضة، ولا تسترقها من أجل أنك قد أذللتها

إذاً وكما هو واضح هنا نجد بأن الرب قد أوحى إلى موسى شريعة كاملة عن السبايا ونساء السراري!

وهذه الشرائع ملزمة لجميع المسيحيين حتى تزول السموات والأرض، ولهذا السبب نقل إنجيل متى 5 – فاندايك عن يسوع بأنه قال:

17 لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل

18 فإني الحق أقول لكم : إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل

19 فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا، يدعى أصغر في ملكوت السماوات. وأما من عمل وعلم، فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات

وحتى بولس الذي تعتبرونه أعظم من موسى يقول في رسالة افسس 6 – فاندايك:

4 وأنتم أيها الآباء، لا تغيظوا أولادكم، بل ربوهم بتأديب الرب وإنذاره

5 أيها العبيد، أطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة، في بساطة قلوبكم كما للمسيح

ألم يقل لكم يسوع في إنجيل يوحنا 8 – فاندايك:

39 أجابوا وقالوا له : أبونا هو إبراهيم . قال لهم يسوع : لو كنتم أولاد إبراهيم ، لكنتم تعملون أعمال إبراهيم

ألم يكن لإبراهيم سراري وجواري؟ راجعوا سفر التكوين 25 – فاندايك:

6 وأما بنو السراري اللواتي كانت لإبراهيم فأعطاهم إبراهيم عطايا، وصرفهم عن إسحاق ابنه شرقا إلى أرض المشرق، وهو بعد حي

ألم يكن للنبي داود سرارٍ وجوارٍ كما ورد في سفر صموئيل الثاني 5 – فاندايك؟

13 وأخذ داود أيضا سراري ونساء من أورشليم بعد مجيئه من حبرون، فولد أيضا لداود بنون وبنات

والنبي داود هو الذي تسمت مملكة المسيح باسمه في إنجيل مرقس:

10 مباركة مملكة أبينا داود الآتية باسم الرب أوصنا في الأعالي

فعلى ماذا تعترضون؟ وبماذا تطعنون بالإسلام؟ أبأشياءٍ موجودة عندكم بنصوص صريحة من الكتاب المقدس بعهديه؟

المسألة جوابها بسيط جداً بالنسبة للإسلام:

أولاً: وكما رأيتم ، الإسلام المحمدي لم يأت بنظام ملكات اليمين، بل هذه القضية موجودة قبله، والشريعة أتت ونظمته ووضعت له ضوابط محكمة ومعايير محددة يمكن لأي باحثٍ أن يراجعها في كتب الفقه.

ثانياً: إن حقيقة الأمر تكمن في التالي:

شنت بعض الأمم الكافرة المعادية للأنبياء وأتباعهم طوال التاريخ، العديد من الحروب والاعتداءات على أتباع الأنبياء (المسلمين) في مختلف العصور، وكانت تسبي نساءهم جواري، وتتخذ من ضعفائهم وأطفالهم عبيداً . فلذلك رخص التشريع الإلهي للأنبياء وأتباعهم نوعاً معيناً من أنظمة السبي والاسترقاق من باب معالجة داء إجتماعي وحضاري بداء ٍ مماثل، حتى يتحقق التوازن الردعي للمسألة.

وفي عصرنا الحالي، فإن الجيوش الإسلامية لم تعد تتعامل بهذا النظام لأن أعداء الإسلام لم يعودوا يسبون نساء المسلمين ولا يستعبدون أطفالهم وضعفائهم. فالأصل أن المسألة مباحة ونحن لا ننكر ذلك ولكن نعتبرها رخصة متروكة لإنتفاء القصد التشريعي منها.

أضف تعليق