الرد على الافتراء ” عمر بن الخطاب كان لوطيا وشاذا جنسياً ” والعياذ بالله

بسم الله الرحمن الرحيم.


أول من افترى هذا الافتراء على الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضوان الله عليه كان الصفوي المدعو نعمة الله الجزائري ( المولود في القرن 11 هجري /  18 ميلادي) في كتابه المسمى ” الأنوار النعمانية،بعد أكثر من 1000 سنة شمسية على وفاة الصحابي الجليل عمر رضوان الله عليه. ولم ترد هذه الفرية قبل هذا التاريخ في أي مصدر سني ولا شيعي على الاطلاق.

والصفوية هي تيار شيعي منحرف ومغالي، [مثل السبئية في القرن الاول هجري والشيرازية في عصرنا هذا، ظهر إبّان الدولة الصفوية في ايران التي استمرت ما بين القرنين 16 و 18 ميلادي. والغاية من هذا الافتراء هو تسقيط هيبة وشخصية ورمزية عمر بن الخطاب رضي الله عنه من عيون المسلمين، وخلق حالة نفور نفسي منه، إذ أن الشيعة الاثنا عشرية بشكل عام يعتبرونه خليفة غير شرعي للرسول ، وأنه هو وابي بكر وعثمان رضي الله عنهم اغتصبوا حق الخلافة من علي رضي الله عنه الذي أوصى الرسول بحسب اعتقادهم بالخلافة والوصاية له من بعده. فكيف بالتيارات والفرق المغالية في التشيع عندهم (مثل السبئية والصفوية والشيرازية) الذين يسعون لاسقاط قدسية من يعتبرونهم أعداء أهل البيت عليهم السلام من عيون المسلمين تحت عنوان البراء !!

مصادر اثبات هذا الأمر المشين (والعياذ بالله) لعمر بن الخطاب (رضي الله عنه):

[نقل سيكون حرفياً من المنتديات التي نقلت كلام الجزائري وتناولت الفرية]

المصدر الأول: “هو إنما حكاه عن جلال الدين السيوطي الذي هو من أكابر علمائهم، إذ قد كتب في حاشيته المدوّنة على القاموس عند ترجمة لفظة (الأُبَنَة) ما لفظه: “إن هذه الخصلة كانت في خمسة نفر في زمن الجاهلية أحدهم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه

المصدر الثاني: في الطبعة الهندية القديمة من صحيح البخاري شاهد جليّ على ذلك، إذ قد ورد فيه ما معناه “كان سيدنا عمر مأبونا ويتداوى بماء الرجال”، لكن ذلك حُذف كما ترى من الطبعات الموجودة اليوم، كما قد حُذف التبرير الذي ساقه ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري في شرح صحيح البخاري) وتحريفه للمعنى عندما قال أن ماء الرجال إنما هو نبت يخرج من اليمن وليس هو مني الرجال!

المصدر الثالثيقول ابن الأثير ( وهو من كبار علماء اهل السنة )
(
زعمت الروافض أن سيِّدنا عمر كان مخنَّثاً. كذبوا، ولكن كان به داء دواؤه ماء الرجال).

المفاجأة أن كل هذه المصادر هي مصادر خيالية …لا وجود لها على الاطلاق !

المصدر الاول: السيوطي لم يكتب قاموس لغة عربية أصلاً! ولم يُحَقِّق قاموساً كتبه غيره مثلاً!…فمن أين أتى بهذا المصدر الغريب العجيب؟!!

المصدر الثاني: طبعة هندية للبخاري قالت هذا؟ أين هي هذه الطبعة؟ لماذا لم يسمع بها أحد على الاطلاق!! في أي مكتبة موجودة؟ أي دار نشر أصدرها؟ من خطها؟ من كتبها؟
هل البخاري جمع صحيحه في الهند مثلاً حتى نقول بأنه هناك أصول حديثية من البخاري باقية في الهند وغير موجودة في المخطوطات والنسخات والشروح والطبعات والتحقيقات العربية ؟

البخاري قرأ صحيحه على 90 ألف شخص[ راجع ” تاريخ بغداد ” (2/9) ، ” تاريخ الإسلام ” (7/375) ] ولم يصلنا من أحد منهم هكذا رواية! ولو بسند آحاد !

ثم ينقل تعليق لابن حجر العسقلاني في فتح الباري!!
أيضاً اطّلعت يا جزائري على نسخة هندية من فتح الباري؟؟؟
ومتى صدر أصلاً فتح الباري في الهند !!
أين هي هذه النسخة؟ في أي متحف موجودة؟ في أي مكتبة؟ لماذا لم يسمع بها احد سوى انت؟

المصدر الثالث: ابن الأثير مؤرخ توفي في القرن 7 هجري وله أربع مؤلفات:
الكامل في التاريخ/ التاريخ الباهر في الدولة الأتابكية/ أسد الغابة في معرفة الصحابة/ اللباب في تهذيب الأنساب.
أين قال هذا ابن الأثير ؟
في أي كتاب…في أي مجلد…في أي طبعة …في أي صفحة؟
أيضاً لا مصدر..لا مرجع..لا شيء على الاطلاق!!

فبالله عليكم هل هذا كلام علمي !!

والعجيب أن الجزائري نفسه في نفس كتابه يقول بأن كتب الشيعة تخلو من أمثل هذه المثالب ولكنه نقلها من كتب السنة !!!!!!!!
يعني حتى كتب الشيعة السابقة لكتاب الأنوار النعمانية للجزائري لا تحتوي على هذا الاتهام !
يعني كما رأينا الموضوع لا وجود له على الاطلاق لا في مصادر السنة ولا في مصادر الشيعة !!

ثم استدل بما ورد في طبقات ابن سعد (ج 3 ص 289 – موافق لترقيم الشاملة) :
قال أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق ومحمد بن عبد الله الأنصاري وهوذة بن خليفة قالوا أخبرنا بن عون عن محمد بن سيرين قال قال عمر بن الخطاب ما بقي في شيء من أمر الجاهلية إلا أني لست أبالي إلى أي الناس نكحت وأيهم أنكحت

أولاًالمعنى أي ناس تزوجت وأيهم زوجت.
النكاح في المصطح الاسلامي هو الزواج.
الدليل سورة الاحزاب – 49 :”إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ

ثانياً: اسناده منقطع  اصلاً فمحمد بن سيرين لم يدرك عمر .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرد على شبهة الأخطاء النحوية في القرآن واقتلاعها من جذورها

الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..

يعترض النصرانى على القرآن ، ببعض آياته التى أتت على غير الشائع نحوياً ، يظن واهماً أن ذلك ينقص من شأن الكتاب العزيز .

فكيف يكون رد المسلم على ذلك ؟

عادة ما يلجأ المسلم إلى أقوال علماء النحو واللغة ، وفيها تخريجات نحوية للإشكال المتوهم فى الآية ، وغالباً ما يشير ـ العالم ـ إلى أن الإشكال المتوهم هو لغة جائزة عند العرب .

كل هذا جميل ورائع ، لكن هناك أمراً قبله علينا أن نعيه أولاً ، ثم نعلمه للنصارى ثانياً .

إن النصارى يحاكمون القرآن العظيم إلى منهج القواعد النحوية للصف الثالث الإعدادى !

يظنون أن القواعد النحوية حاكمة على القرآن !

وهذا جهل فاضح بنشأة علم النحو .

إن علم النحو ليس علماً عقلياً ، بمعنى أن سيبويه ـ مثلاً ـ لم يعتمد على التفنن العقلى فى تقرير قواعد النحو .

إن علم النحو مبنى على الاستقراء .

فسيبويه ـ مثلاً ـ أخذ يحلل كل النصوص الواردة عن العرب ، من شعر وخطابة ونثر وغير ذلك ، فوجد أنهم ـ العرب ـ دائماً يرفعون الفاعل فى كلامهم ، فاستنبط من ذلك قاعدة ” الفاعل مرفوع ” .. وهكذا نتجت لدينا ” قاعدة نحوية ” تسطر فى كتب النحو ، ليتعلمها الأعاجم فيستقيم لسانهم بالعربية إذا جرت عليه .

أفلو كان سيبويه وجد العرب ينصبون الفاعل ، أكنا سنجد كتاب القواعد النحوية فى الصف الثالث الإعدادى ، يخبرنا بأنه يجب علينا نصب الفاعل كلما وجدناه ؟

بلى قارئى الكريم !

إن علم النحو مبنى على الاستقراء .. ” القواعد النحوية ” مستنبطة من ” استقراء ” صنيع العرب فى كلامهم .

إذا فهمت هذه النقطة قارئى الكريم ، سيسهل عليك ـ إن شاء الله ـ فهم ما بعدها .

وهو أن العرب لم تكن كلها لهجة واحدة ، ولم تكن كلها تسير على نفس القواعد النحوية ذاتها ، ولم تكن تلتزم كل قبيلة منها بنفس المعاملات النحوية .

إن قبائل العرب لم تكن تسير فى كلامها على منهج النحو للصف الثالث الإعدادى !

وليس معنى ذلك أنه كان لكل قبيلة ” نحوها ” الخاص بها .. كلا .. وإنما اشتركت كل قبائل العرب فى ” معظم ” القواعد النحوية المشهورة الآن .. لكنها ـ أبداً ـ لم تجتمع على ” كل ” تلك القواعد بعينها .

لعلك أدركت الآن ـ قارئى الكريم ـ أن دائرة الخلاف فى التعاملات النحوية بين القبائل العربية كانت صغيرة ، لكنها واقعة لا سبيل إلى إنكارها .

لكن لا تنتظر أن يخبرك واضعو المناهج النحوية فى المدارس بكل الاختلافات النحوية فى كل مسألة ، إنما هم يخبرونك فقط بـ ” الشائع ” و ” الأعم ” و ” الأغلب ” .. ثم يتوسع من شاء فى دراسته الجامعية ، لأنها أكثر تخصصاً .

وكل طالب مبتدئ فى قسم للغة العربية فى أى جامعة يدرك جيداً ما قلته سابقاً .

هنالك ـ فى المرحلة الجامعية ـ يدرس ” الاختلافات ” النحوية ، ويعرف ما هو الفرق بين ” المذاهب ” النحوية ، وبم تتميز ” مدرسة الكوفة ” عن ” مدرسة البصرة ” .. إلى آخر هذه الأمور .

إذن .. وضع العلماء القواعد النحوية بناء على استقراء كلام العرب ، وما وجدوه من اختلافات أثبتوه .

هل بقى ما يقال ؟
بالطبع بقى .

بقى أن تعلم أن ” أهم ” مصادر العلماء التى اعتمدوا عليها فى الاستقراء هو القرآن العظيم نفسه !

لأن القرآن أصدق صورة لعصره ، ليس فقط عند المسلم ، ولكن عند الجميع مسلمين وغير مسلمين ، فحتى أولئك الذين لا يؤمنون بمصدره الإلهى ، يؤمنون بأن القرآن أصدق تمثيل لعصره فى الأحداث التاريخية والعادات الجارية .. واللغة وقواعدها .

إن علماء النحو يستدلون على صحة قاعدة نحوية ما بورودها فى القرآن ، ليس فى قراءة حفص عن عاصم فقط ، بل يكفى ورودها فى أى قراءة متواترة أخرى .

أى أن القرآن ـ عند النحاة ـ هو الحاكم على صحة القاعدة النحوية ، وهى التى تسعى لتجد شاهداً على صحتها فى أى من قراءاته المتواترة .

القرآن هو الحاكم على النحو وليس العكس .

علينا أن نعى هذه الحقيقة جيداً ، وعلينا أن نعلم النصارى ما جهلوه منها .

إن النصرانى المعترض ، عندما يقرأ ما أتى به المسلم من تخريجات نحوية للعلماء ، يظن أن أقوال العلماء هى مجرد محاولات للهروب وإخفاء الحقيقة ! .. والحقيقة الثابتة ـ عنده ـ أن القرآن به أخطاء نحوية .. الحقيقة الثابتة عنده أن محمداً ـ صلوات ربى وسلامه عليه ـ لم يستذكر دروس كتاب النحو فى الصف الثالث الإعدادى جيداً !

هذا الخبل النصرانى ناتج عن الجهل .. الجهل بنشأة علم النحو ، وبكيفية تدوين العلماء للقواعد النحوية .
الطريف فى الأمر ، أن النصارى يعترضون على المخالفات النحوية فى الآيات ، ولا يدرون من رصد هذه المخالفات !

لا تظن قارئى الكريم أن بعض النصارى العرب ـ سيرفنت أو غيره ـ تأملوا القرآن ، فاكتشفوا هذه الأخطاء المتوهمة ، بعدما حاكموه لما تعلموه فى الابتدائية من قواعد نحوية .. كلا .. لا تظن ذلك أبداً .

إنما كل ما يكتب عند النصارى حول ما يسمونه ” أخطاء نحوية فى القرآن ” ليس من كلامهم ، ولا من لباب أذهانهم ، ولا من بنات أفكارهم .

لقد نقلوا كل هذه ” الأخطاء !” عن كتب المستشرقين الأعاجم ! من أمثال ” نولدكه ” وغيره .

لن أتوقف بك ـ قارئى الكريم ـ كثيراً فى محطة هؤلاء المستشرقين أعجميى القلب واللسان .. لن أخبرك شيئاً عن بعض كتاباتهم التى توضح مدى جهلهم الفاضح باللغة العربية ، مع أنك ساعتها ستدرك أنك لست أجهل أهل الأرض باللغة العربية ! .. ولن أخبرك شيئاً عن حقدهم الدفين ـ والظاهر ! ـ على دين الحق وكتابه ونبيه بل وأهله .. لن أخبرك شيئاً عن ذلك ، ولن أقف بك فى هذه المحطة أبداً .

لكن تعال نتعدى هذه المرحلة لنتساءل .. من أين أتى هؤلاء المتعالمين من المستشرقين بما أسموه ” أخطاء نحوية ” ، لينقلها نصارى العرب منهم بعد ذلك جهلاً بغير علم ؟

مرة أخرى أحذرك قارئى الكريم ! .. لا تتخيل أو تظن أو تتوهم أن هذا المستشرق الألكن ، ذا اللسان الأعجم ، قد تأمل القرآن ” فتنبه ” إلى تلك ” الأخطاء ” !

هم أحقر من ذلك قارئى الكريم ، وإن أوهموك بغير ذلك !

كان ما فعله هؤلاء المستشرقون كالتالى .. قرأوا كتب النحو التى ألفها علماء العربية ، وكذلك كتب التفسير ، وأخذوا يتتبعون ما رصده ” علماء المسلمين ” أنفسهم ، من ورود آيات قرآنية موافقة لقواعد نحوية لم تنل حظاً من الشهرة مثل غيرها .

لقد وجد المستشرقون بغيتهم !

فليجمعوا إذن كل تلك الإشارات والمواضع .. وليحذفوا تعقيبات العلماء منها ! .. وليطلقوا على ما جمعوه ” أخطاء نحوية ” ! .. وليسموا ما فعلوه ” بحثاً علمياً ” ! .. وليكن موصوفاً بالنزاهة والتجرد الموضوعى !

هذه هى قصتنا قارئى الكريم !

إن ما يتهوك به النصارى من أخطاء نحوية فى القرآن ، ليست من نتاج ذكائهم ، وإنما نقلوها ـ جهلاً بغير علم ـ عن المستشرقين .. والمستشرقون ـ أعجميو القلب واللسان ـ لم يأتوا بها من لباب أذهانهم ، وإنما نقلوها ـ عدواً بغير علم ـ مما خطته أيدى عباقرة المسلمين الأفذاذ ، الذين كانوا يجرون على منهج علمى محكم سديد ، يستقرأون ما نقل عن العرب ، وينزلون إلى البادية ، ويعيشون بين الأعراب الذين لم يختلطوا ، فينقلون عنهم كلامهم وأشعارهم ونثرهم ، ويحللون كل ذلك تحليلاً مرهقاً للكلمة والحرف ، ثم يستنبطون ما جرى من قواعد على لسان العرب ، ويحددون الأغلب من غيره ، والشائع مما هو دونه فى الشيوع .

بعد أن سطر عباقرة المسلمين علومهم اللغوية والنحوية فى كتبهم ، راصدين كل الظواهر بأمانة ونقد ، يأتى المستشرقون ليقتطعوا من كلامهم ما ظنوه يخدمهم .. ساعدهم فى ذلك جهلهم الفاحش باللغة العربية ، وساعدهم علمهم بسذاجة وجهل من دونهم من شعوب النصرانية .

أرجو أن أكون قد أوضحت بعض الحقائق الغائبة فى موضوعنا .

اللهم ارزقنا حبك ، وحب من يحبك ، وحب كل قول وعمل يقربنا إلى حبك .

الرد على شبهة: يأتيني كتب من أناس لا أحب أن يقرأها أحد

يقول النصراني الجاهل:

محمد واليهودية والسريانية:
* أخبرنا يحي بن عيسى الرملي…. عن زيد بن ثابت قال: قال لي رسول الله أنه يأتيني كتب من أناس لا أحب أن يقرأها أحد ؛ فهل تستطيع أن تتعلم العبرانية أو قال السريانية فقلت نعم فتعلمتها في سبع عشرة ليلة.
(*) الطبقات الكبرى لأبن سعد باب زيد بن ثابت.

عن زيد بن ثابت قال: قال لي رسول الله أنها تأتيني كتب لا أحب أن يقرأها كل أحد ؛ فهل تستطيع أن تتعلم كتاب العبرانية أو قال السريانية فقلت نعم فتعلمتها في سبع عشرة ليلة .
(*) منتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للشيخ العلامة علي المتقي الهندي باب زيد بن ثابت.أبن أبي داود في المصاحف.

ما هي الكتب التي كانت تأتي النبي بالعبرية أو بالسريانية؟ من الذي كان يرسلها له؟ ما المكتوب فيها؟ هل هي بعض الكتب التي ورثها من خديجة بنت عم قس مكة؟ لماذا تلك الحلقة مفقودة في كتب السيرة النبوية؟ لماذا لا يريد محمد أن يطلع عليها أحد؟ لماذا زيد الطفل الصغير؟ أين أبي بكر وعمر الذي قال عنهما أنهما مني السمع والبصر؟

الرد:

هذا النصراني لفرط حمقه وغباءه وجهله باللغة العربية، ظن بأن كلمة “كتاب” أو “كتب” يقتصر معناها على الاصطلاح المعاصر: مجموعة كبيرة مكدّسة من الصفحات المكتوبة مجمعة بين دفتين.
وفي الحقيقة أن المعنى المقصود في الحديث ليس هكذا على الاطلاق. الكتب هنا تعني الرسائل. والتي قد تكون بضعة كلمات أو اسطر أو صفحة واحدة فقط.

ففي خلاصة البدر المنير لابن الملقن : ” أنَّهُ صلَّى اللَّهُ تعالى عليهِ وسلَّمَ كتبَ كتابًا لعمرو بنِ حزمٍ لمَّا وجَّهَه إلى اليمنِ”

وفي فتح الباري :”كتب النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لأميرِ السريةِ كتابًا وقال : لا تقرأُه حتى تبلغَ مكان كذا وكذا ، فلما بلغ ذلك المكانَ قرأه على الناسِ وأخبرهم بأمرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم”

فالكتب المقصودة هي مجرد رسائل.

ولكن ماذا عن رواية زيد ؟
(عن زيد بن ثابت قال: قال لي رسول الله أنه يأتيني كتب من أناس لا أحب أن يقرأها أحد ؛ فهل تستطيع أن تتعلم العبرانية أو قال السريانية فقلت نعم فتعلمتها في سبع عشرة ليلة.)

من المشهور أن الرسول كان حاكم الدولة الاسلامية، فكان يرسل الرسائل والكتب الى الحكام والاباطرة والملوك ، مثل رسالته الى كسرى ورسالته الى هرقل، وكان يتلقى بدوره رسائل منهم بلغات مختلفة ومنها العبرانية والسريانية، فكلف زيد ابن ثابت بتعلم هاتين اللغتين حتى يترجم محتوى هذه الرسائل الواصلة للرسول صلى الله عليه وسلم.

لماذا لم يكن يريد لاحد أن يطلع عليها؟ هذا الامر طبيعي اذ أن هذه الرسائل موجهة شخصيا لحاكم الدولة (رسول الله) وتعتبر من اسرار الدولة الاسلامية واماناتها. ومن غير المنطقي أن يطلع عليها أحد قبل الرسول

لماذا زيد بن ثابت؟ لأنه كان شاباً متفرغاً للكتابة. وكان الكاتب الرئيسي للرسول ولم يكن طفلاً صغيراً أبداً بل كان شاباً يافعاً ، وحين توفي الرسول كان عمره 21 سنة !! فكيف يكون طفلاً؟!؟!؟ (ولد زيد عام 12 ق هـ وتوفي الرسول عام 11 هـ)

والحمد لله رب العالمين.

الرد على شبهة ملكات اليمين في الإسلام

ملكات اليمين

كيف تعترضون على ما تسمونه إباحة الإسلام لنظام الرق وملكات اليمين، في الوقت الذي نرى فيه الكتاب المقدس ممتلئ بنصوص تقر وتبيح وتأمر بالإسترقاق وأخذ الجواري وملكات اليمين والعبيد بأمر من الرب؟

نقرأ في الكتاب المقدس مثلاُ في سفر التثنية 20 – فاندايك:

10 حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح

11 فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك

12 وإن لم تسالمك، بل عملت معك حربا، فحاصرها

13 وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف

14 وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة، كل غنيمتها، فتغتنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك

15 هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا

كذلك نجد في الوصايا العشرة (خروج 20 – فاندايك) ذكر لعبيد الرّجل وإماءه وقد أقرنوا بالزوجات والممتلكات، وهذا إقرار إلهي واضح لنظام الإسترقاق:

17 لا تشته بيت قريبك. لا تشته امرأة قريبك، ولا عبده، ولا أمته، ولا ثوره، ولا حماره ، ولا شيئا مما لقريبك

ونقرأ مثلاً في سفر التثنية 21 – فادايك ما يلي:

10 إذا خرجت لمحاربة أعدائك ودفعهم الرب إلهك إلى يدك، وسبيت منهم سبيا

11 ورأيت في السبي امرأة جميلة الصورة، والتصقت بها واتخذتها لك زوجة

12 فحين تدخلها إلى بيتك تحلق رأسها وتقلم أظفارها

13 وتنزع ثياب سبيها عنها، وتقعد في بيتك وتبكي أباها وأمها شهرا من الزمان، ثم بعد ذلك تدخل عليها وتتزوج بها، فتكون لك زوجة

14 وإن لم تسر بها فأطلقها لنفسها. لا تبعها بيعا بفضة، ولا تسترقها من أجل أنك قد أذللتها

إذاً وكما هو واضح هنا نجد بأن الرب قد أوحى إلى موسى شريعة كاملة عن السبايا ونساء السراري!

وهذه الشرائع ملزمة لجميع المسيحيين حتى تزول السموات والأرض، ولهذا السبب نقل إنجيل متى 5 – فاندايك عن يسوع بأنه قال:

17 لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل

18 فإني الحق أقول لكم : إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل

19 فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا، يدعى أصغر في ملكوت السماوات. وأما من عمل وعلم، فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات

وحتى بولس الذي تعتبرونه أعظم من موسى يقول في رسالة افسس 6 – فاندايك:

4 وأنتم أيها الآباء، لا تغيظوا أولادكم، بل ربوهم بتأديب الرب وإنذاره

5 أيها العبيد، أطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة، في بساطة قلوبكم كما للمسيح

ألم يقل لكم يسوع في إنجيل يوحنا 8 – فاندايك:

39 أجابوا وقالوا له : أبونا هو إبراهيم . قال لهم يسوع : لو كنتم أولاد إبراهيم ، لكنتم تعملون أعمال إبراهيم

ألم يكن لإبراهيم سراري وجواري؟ راجعوا سفر التكوين 25 – فاندايك:

6 وأما بنو السراري اللواتي كانت لإبراهيم فأعطاهم إبراهيم عطايا، وصرفهم عن إسحاق ابنه شرقا إلى أرض المشرق، وهو بعد حي

ألم يكن للنبي داود سرارٍ وجوارٍ كما ورد في سفر صموئيل الثاني 5 – فاندايك؟

13 وأخذ داود أيضا سراري ونساء من أورشليم بعد مجيئه من حبرون، فولد أيضا لداود بنون وبنات

والنبي داود هو الذي تسمت مملكة المسيح باسمه في إنجيل مرقس:

10 مباركة مملكة أبينا داود الآتية باسم الرب أوصنا في الأعالي

فعلى ماذا تعترضون؟ وبماذا تطعنون بالإسلام؟ أبأشياءٍ موجودة عندكم بنصوص صريحة من الكتاب المقدس بعهديه؟

المسألة جوابها بسيط جداً بالنسبة للإسلام:

أولاً: وكما رأيتم ، الإسلام المحمدي لم يأت بنظام ملكات اليمين، بل هذه القضية موجودة قبله، والشريعة أتت ونظمته ووضعت له ضوابط محكمة ومعايير محددة يمكن لأي باحثٍ أن يراجعها في كتب الفقه.

ثانياً: إن حقيقة الأمر تكمن في التالي:

شنت بعض الأمم الكافرة المعادية للأنبياء وأتباعهم طوال التاريخ، العديد من الحروب والاعتداءات على أتباع الأنبياء (المسلمين) في مختلف العصور، وكانت تسبي نساءهم جواري، وتتخذ من ضعفائهم وأطفالهم عبيداً . فلذلك رخص التشريع الإلهي للأنبياء وأتباعهم نوعاً معيناً من أنظمة السبي والاسترقاق من باب معالجة داء إجتماعي وحضاري بداء ٍ مماثل، حتى يتحقق التوازن الردعي للمسألة.

وفي عصرنا الحالي، فإن الجيوش الإسلامية لم تعد تتعامل بهذا النظام لأن أعداء الإسلام لم يعودوا يسبون نساء المسلمين ولا يستعبدون أطفالهم وضعفائهم. فالأصل أن المسألة مباحة ونحن لا ننكر ذلك ولكن نعتبرها رخصة متروكة لإنتفاء القصد التشريعي منها.

الرد على شبهة وصف الجنة في الإسلام

الجنة في الإسلام

من الشبهات الكلاسيكية التي يرددها المسيحيون حول الإسلام العظيم هي وصف الجنة ومتاعها كما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة. وأشهر شبهاتهم حول هذا الموضوع ترتكز على ثلاثة ركائز أساسية:

  • الحور العين في الجنّة
  • الخمر في الجنة
  • الولدان المخلّدون

في البداية وقبل أن نفند هذه المواضيع الثلاثة، لا بد من توضيح أمر غاية في الأهمية حول الجنة في الإسلام:

ورد في حديث قدسي صحيح رواه البخاري ومسلم ولفظه عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :

“يقول الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين : ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، ذخرا ، بله ما أطلعتم عليه ”

وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن عبّاس (رضي الله عنه) أنه قال: “ليس في الجنة شيء يشبه ما في الدنيا إلا الأسماء”

الحقيقة التي نستخلصها من هذا النص أن الطبيعة الفيزيولوجية والبيولوجية لموجودات الجنة وكائناتها ومخلوقاتها تختلف تمام الإختلاف عن طبيعة المادة الفيزيولوجية والبيولوجية الموجودة في الحياة الدنيا.

ماذا يعني هذا؟

عندما نتكلم عن الحور الحين (زوجات المؤمنين في الجنة)، والاستمتاع الحسي معهن، فقد يخيل لنا مشهد فراش ونساء عاريات وعملية ممارسة جنس كالتي يعيشها أي زوجين في هذه الحياة الدنيا. وفي الوائع هذا منافٍ تماماً للحقيقة ، إذ أن النصوص الصحيحة حددت بأن الجنة هي عبارة عن مجموعة موجودات ومخلوقات وكائنات مغايرة تماماً لما نعرفه ونراه ونسمع به على الأرض.

فهل النساء العاريات على الفراش وممارسة الجنس التي يتصورها البعض نعرفها في حياتنا الدنيا أم لا؟

بالطبع نعم! إذن فهي غير موجودة في الجنة. والحديث القدسي واضح:

” ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر”

فعندما نتكلم مثلاً عن زوجات للمؤمنين في الجنة، فهؤلاء مختلفات تماماً عن صورة وحقيقة المرأة البيولوجية الموجودة في الحياة الدنيا. وبالتالي فإن المعنى الحقيقي لبكوريتهن وأجسامهن سيبقى مجهولاً إلى يوم القيامة. ونحن لا ننكر وجود متاع حسي لأهل الجنة مع هؤلاء الحور العين، ولكن مختلف عن متاع الحياة الدنيا. فالمتاع هنا يرتكز على إتصال جنسي ، أما هناك فقد يكون وعلى سبيل المثال تبادل طاقات روحية أو مغناطيسية ( وهذا مثال غير صحيح ضرب لتقريب المعنى فقط)، المهم أن كل شيء هناك مختلف عما نعرفه على الأرض، ولا يشترك مع موجودات ومخلوقات الأرض الى في الأسماء ( خمر ، نهر، بيت، قصر،…) ولكن كل شيء مختلف بطبيعته وحقيقته، وكذلك الحال بالنسبة لكل مخلوقات وموجودات الجنة.

ولنأت الآن إلى التفاصيل:

أولاً: بالنسبة للحور العين (زوجات المؤمنين في الجنة)، فينقل مثلاً إنجيل متى 19/ 29 عن يسوع ما يلي:

” وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَدًا أَوْ حُقُولاً مِنْ أَجْلِ اسْمِي، يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ.”

نلاحظ بشكل واضح بأن المرأة مشمولة في سلسلة الوعود المضاعفة لكل من ترك أملاكه لأجل يسوع.

وكلمة (أو إمرأة) وردت في المخطوطتين السينائية والفاتيكانية ، وبقيت فقط في ترجمة سميث وفاندايك العربية، أما بقية الترجمات العربية فقد حذفوها لأنهم اعتبروها متعارضة مع نص إنجيل مرقس، ولكن الأصل موجود كما نرى.

والنصوص الإنجيلية الأخرى التي أوردت قول يسوع هي :

لوقا 18 – فاندايك، وهذا نصه:

29 فقال لهم: الحق أقول لكم: إن ليس أحد ترك بيتا أو والدين أو إخوة أو امرأة أو أولادا من أجل ملكوت الله

30 إلا ويأخذ في هذا الزمان أضعافا كثيرة، وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية

ومرقس 10 – فاندايك، وهذا نصه:

29 فأجاب يسوع وقال: الحق أقول لكم: ليس أحد ترك بيتا أو إخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو امرأة أو أولادا أو حقولا، لأجلي ولأجل الإنجيل

30 إلا ويأخذ مئة ضعف الآن في هذا الزمان، بيوتا وإخوة وأخوات وأمهات وأولادا وحقولا، مع اضطهادات، وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية .

فنجد أن لوقا أكد على سلسلة وعود المئة ضعف، وذكر المرأة ، ولكنه قال بأن هذا سيحدث في الحياة الدنيا وليس في الجنة. أما مرقس ، فوحده الذي خالفهما نافياً بأن تكون المرأة من سلسلة الوعود المضاعفة. وانفراده في هذا النفي يثبت ركاكته وعدم ثبوته عن يسوع. فلكل من كتبة الأناجيل الأربعة مصادره الروائية وأسانيده، ولو كان الأمر ثابتاً لوضحه كاتبو إنجيلي متى ولوقا، ولكن من الواضح أن هذا الإنفراد كان ضعيف السند، غير ثابت ، غير صحيح، أو أقله غير مؤكد عن المسيح. وقد كتب في سياق حشو تفسيري-اجتهادي  فردي وخاص.

أما قضية إن كانت هذه الوعود المضاعفة سيحصل عليها الإنسان في الجنة أم في الحياة الدنيا (ولا نعرف متى وأين – وقد يكون المقصود في زمن المجيء الثاني)، فليست هذه هي لب المشكلة إذ أن اعتراض المسيحيين هو (كيف يعد الله أهل الجنة بنساء)، فنجد هنا في إنجيلي متى ولوقا أن يسوع أيضاً وعد بمئة ضعف من النساء لكل من كرس حياته لأجل يسوع، ولم يخالف هذا الأمر إلا إنجيل واحد من ثلاثة نقلوا نفس الكلام!!

ثانياً: بالنسبة للخمر في الإسلام فعلينا أن نسأل سؤالاً: ما هو القصد التشريعي لتحريمه على الأرض؟ الجواب هنا لأنه يخامر العقل، أي يخالطه ويذهبه لفترة زمنية معينة، مما يفقد الإنسان حالة الوعي والإدراك والسيطرة على أقواله وتصرفاته، وقد ينتج عن ذلك مشاكل ومفاسد إجتماعية، أو أذية للآخرين أو لممتلكاتهم.

الحقيقة أن علة التحريم هذه غير موجدة في الجنة، إذ إن حقيقة الخمر والطبيعة الفيزيولوجية والبيولوجية لجسم الإنسان هناك مختلفة عما هي في عالم الدنيا، وليس في الأمر أي علة للتحريم . والخمر لم يذكر وحده كشراب لأهل الجنة بل ذكر إلى جانب اللبن والعسل وأنهار الماء …

ومن أدلة إنتفاء علّة التحريم الواردة في القرآن:

“لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ” (سورة الصافات – 47)

“لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ” (سورة الواقعة – 19)

وقد ذكر خمر الجنة أيضاً في الكتاب المقدّس:

“وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هذَا إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ أَبِي”

(متى 26/ 29 – فاندايك)

“الحق أقول لكم: إني لا أشرب بعد من نتاج الكرمة إلى ذلك اليوم حينما أشربه جديدا في ملكوت الله”

(مرقس 14/ 25 – فاندايك)

“لأني أقول لكم: إني لا أشرب من نتاج الكرمة حتى يأتي ملكوت الله”

(لوقا 22/ 18 – فاندايك)

ثالثاً: إن قضية الولدان المخلدون (الغلمان المخلدون) في الجنة ليست شبهة أساساً، وغالباً ما يطرحها الخصوم بطريقة الإسترسال (يعني من دون ذكر النص القرآني) حتى يخدعوا المتلقي ليعتقد بأن الولدان المخلدون هم للمتعة الجنسية والعياذ بالله، مع أن القرآن قد ذكر وظيفتهم بدقة بالغة، فهم سقاة أهل الجنة وخدّامهم، ولا يوجد على الإطلاق أي آية قرآنية أو حديث صحيح قال بأنهم موجودون للمتعة الجنسية أو الحسية، وهذه هي وظيفتهم كما وردت في القرآن:

يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ (18)

(سورة الواقعة)

وفي العديد من الصور والجداريات التراثية المسيحية، نجد رسماً لملائكة على شكل أطفال صغار لهم أجنحة. فهؤلاء الولدان المخلدون ما هم الا مخلوقات سخروا لسقاية وخدمة الأبرار في الجنة.

الرد على شبهة زواج النبي (ص) من السيدة عائشة وهي صغيرة.

زواج السيدة عائشة

كيف تعترضون على نقل السيدة عائشة كزوجة إلى بيت النبي محمّد صلى الله عليه وسلّم وهي بنت تسع سنين في الوقت الذي نقرأ في أقدم  المراجع التاريخية المسيحية بأن السيدة مريم العذراء كان عمرها 12 سنة فقط حين تزوجت من يوسف النّجار الذي كان ما بين  الـ90 من العمر! فنجد هنا مثلاً أن فارق السن بين الزوجين هو 77 سنة!

فيقول الأنبا غريغوريوس، الأسقف العام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية في كتابه (العذراء مريم: حياتها، رموزها وألقابها، فضائلها، تكريمها) صفحة 21 ما نصّه:

“وقد شهدت نصوص الإنجيل على أن يوسف زوج مريم رسميّاً، ومريم زوجة ليوسف رسميّاً، وإن كانا في الحقيقة عاشا معاً كأب عجوز في نحو التسعين من عمره مع إبنته وهي صبية في الثانية عشر من عمرها”

ويقول الأنبا تكلا، أسقف دشنا وتوابعها، في كتابه (مخلصون أحاطوا بالمزود) صفحة 9 ما نصّه:

“وعندما بلغت السيدة مريم الثانية عشرة سنة  وكان أبواها قد انتقلا من هذا العالم ، جمع الكهنة بعض رجال سبط يهوذا من أقاربها وأودعوا عصيّهم في الهيكل وصلوا. فأفرخت عصا يوسف النّجار. وعندئذٍ سلّموا العذراء ليوسف الشيخ وخطبوها له” ثم يكمل الأنبا تكلا النص بحشو تفسيري أورثوذكسي خاص قائلاً :”لا لتكون زوجة له وينجب منها نسلاً، بل لتكون في رعايته وحمايته، فقد كانت نذرت عفتها للرب رغم شرعية خطبتها ليوسف النجار”

ويقول الأغنسطس (الشماس) نبيل إميل معوّض في كتابه (أيام مع العدرا) الذي راجعه وقدّمه الانبا إثناسيوس أسقف بني مزار والبهنسا، وأشرف عليه القس أخنوخ سمعان كاهن كنيسة مرمينا بشبرا، في الصفحة 20، ما نصّه:

“لمّا بلغت مريم العذراء من العمر اثنتي عشر سنة، تشاور الكهنة وفي مقدمتهم زكريا (والد يوحنا المعمدان)  بينهم، عما يكون في أمرها، فقر قرارهم على خطوبتها ليوسف النجار بأمر ملاك الرب الذي أمر زكريا قائلاً ، إجمع الشيوخ وشبان يهوذا وخذ عصيّهم ، واكتب على كل منها اسم صاحبها، والتي تظهر منها علامة يكون صاحبها هو المختار لمريم، ففعل زكريا كما أمره ملاك الرّب.

وعندما تسلّم العصى لأربابها، ظهر من عصا يوسف حمامة استقرت على رأسه فسلم زكريا مريم إليه قائلاً، خذها واحفظها عندك لتكون لك امرأة”

وتنقل دائرة المعارف الكتابية عن كتاب (تاريخ يوسف النجار) وهو كتاب تاريخي مسيحي يعود للقرن الرابع ميلادي، بأن السيدة مريم كانت بنت 12 سنة عندما خطبت ليوسف ، الذي كان أرملاً في الـ90 من العمر!

ويمكننا أن نطرح هنا سؤالاً عامّاً:

كيف قام كل من النّبي الأعظم محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلّم) ، ويوسف النجار (التسعيني) بالزواج بفتاتين صغيرتين في السن؟

إن الحكم على بعض المسائل الإجتماعية بالصحة والشذوذ، يجب أن يستند على الأطر الزمنية والمكانية لهذه المسألة. فما يمكن أن يكون مقبولاً وصحيحاً في عصر ومكانٍ ومجتمعٍ ما، يمكن اعتباره شاذاً في عصر ومكان ومجتمع آخر.

إن زواج السيدة عائشة  حصل في مجتمع البادية العربية ، في شبه الجزيرة الصحراوية الحارة قبل أكثر من 1430 سنة. والفتيات في هكذا مناخ صحراوي حار ينضجن باكراً جداً، وكان سن الزواج الطبيعي للفتاة حينها ما بعد مرحلة النضوج الجنسي مباشرة (ما بين 9 سنين و11 سنة).

-فالسيدة عائشة مثلاً كانت مخطوبة قبل الرسول لجبير بن المطعم بن عدي، وهذا ما يؤكد طبيعة المسألة في حينها.

-زواج السيدة عائشة جرى بناءاً على اقتراح الخاطبة: فحينما توفيت السيدة خديجة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، مكث الحبيب فترة من الزمن عاكفًا عن الزواج، وكان عمره الشريف يقارب الخمسون سنة، ولكن حاجة البيت تدعو لوجود امرأة لتربية الأولاد الذين أنجبهم النبى صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة الذي أنجب منها كل أولاده عدا إبراهيم، فأقبلت عليه خولة بنت حكيم لتعرض عليه أن يتزوج، فسألها الحبيب صلى الله عليه وسلم عن أى النساء تقصد حتى أتمت الخاطبة زواجه صلى الله عليه وسلم من كل من السيدة سودة بنت زمعة وعائشة بنت أبى بكر الصديق.

وتاريخ العرب يشهد يؤرخ عدة حالات ممائلة:

– فقد ثبت أن آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت في حجر عمها أهيب بن عبد مناف بن زهرة وإن عبد المطلب بن هاشم جاء بابنه عبد الله بن عبد المطلب أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوج عبد الله آمنة بنت وهب وتزوج عبد المطلب هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة وهي أم حمزة بن عبد المطلب في مجلس واحد وكان قريب السن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخاه من الرضاعة إذا فقد تزوج عبد المطلب فتاة وابنه تزوج أخرى فى مثل عمرها وهى ابنة عمها.

– وتزوج عمر بن الخطاب ابنة علي بن أبى طالب علما بأنه أكبر سنا من أبيها فى هذا الوقت بل وعرض الفاروق عمر بن الخطاب على أبى بكر أن يتزوج ابنته السيدة حفصة وكانت شابة فى ريعان شبابها.

كل هذه الوقائع تؤكد أن الامر طبيعي جداً في حينها.

الرد على شبهة تعدد الزوجات في الإسلام

كيف تطعن بنبوّة سيدنا محمد (ص) من خلال تعدد زوجاته، ومن خلال إباحة الإسلام لتعدد الزوجات، في حين أن أعظم أنبياء كتابك المقدس الذين تؤمن أنت بنبوتهم تعددت زوجاتهم؟ لماذا لا تطعن بنبوّتهم أيضاً؟
فالنبي سليمان مثلاً، وبحسب الكتاب المقدس، كان يجمع ألف امرأة بين زوجة وجارية (الملوك الأول 11/ 3 )
وداود كان لديه 69 امرأة بين زوجة وجارية (يمكن جمع اسماءهن من أسفار صموئيل الأول والثاني والملوك الأول)
ورحبعام كان لديه 18 زوجة و60 جارية (أخبار الأيام الثاني 11/ 21)
أمّا ابراهيم مثلاً، فكان له سارة (تكوين 17/ 15) وهاجر (تكوين 16/ 3) وقطورة (تكوين 25/ 1).
وموسى كان له صفورة (خروج 2/ 21) وامرأة كوشية (العدد 12/ 1)
وجدعون كان له نساء كثيرات (القضاة 8/ 30)
وهوشع كان لديه امرأتان (هوشع 1/ 2-3 وهوشع3/ 1-2)
وقد نقل إنجيل متى 5 عن يسوع بأنه قال:
17 لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل
18 فإني الحق أقول لكم : إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل
19 فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا، يدعى أصغر في ملكوت السماوات. وأما من عمل وعلم، فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات
أوليس هؤلاء الأنبياء هو من أوصى يسوع بالالتزام بشريعتهم وناموسهم وكتبهم؟
فهذا هو ناموس الأنبياء . على ماذا تعترضون؟