بسم الله الرحمن الرحيم.
أول من افترى هذا الافتراء على الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضوان الله عليه كان الصفوي المدعو نعمة الله الجزائري ( المولود في القرن 11 هجري / 18 ميلادي) في كتابه المسمى ” الأنوار النعمانية“،بعد أكثر من 1000 سنة شمسية على وفاة الصحابي الجليل عمر رضوان الله عليه. ولم ترد هذه الفرية قبل هذا التاريخ في أي مصدر سني ولا شيعي على الاطلاق.
والصفوية هي تيار شيعي منحرف ومغالي، [مثل السبئية في القرن الاول هجري والشيرازية في عصرنا هذا] ، ظهر إبّان الدولة الصفوية في ايران التي استمرت ما بين القرنين 16 و 18 ميلادي. والغاية من هذا الافتراء هو تسقيط هيبة وشخصية ورمزية عمر بن الخطاب رضي الله عنه من عيون المسلمين، وخلق حالة نفور نفسي منه، إذ أن الشيعة الاثنا عشرية بشكل عام يعتبرونه خليفة غير شرعي للرسول ، وأنه هو وابي بكر وعثمان رضي الله عنهم اغتصبوا حق الخلافة من علي رضي الله عنه الذي أوصى الرسول بحسب اعتقادهم بالخلافة والوصاية له من بعده. فكيف بالتيارات والفرق المغالية في التشيع عندهم (مثل السبئية والصفوية والشيرازية) الذين يسعون لاسقاط قدسية من يعتبرونهم أعداء أهل البيت عليهم السلام من عيون المسلمين تحت عنوان البراء !!
مصادر اثبات هذا الأمر المشين (والعياذ بالله) لعمر بن الخطاب (رضي الله عنه):
[نقل سيكون حرفياً من المنتديات التي نقلت كلام الجزائري وتناولت الفرية]
المصدر الأول: “هو إنما حكاه عن جلال الدين السيوطي الذي هو من أكابر علمائهم، إذ قد كتب في حاشيته المدوّنة على القاموس عند ترجمة لفظة (الأُبَنَة) ما لفظه: “إن هذه الخصلة كانت في خمسة نفر في زمن الجاهلية أحدهم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه“
المصدر الثاني: في الطبعة الهندية القديمة من صحيح البخاري شاهد جليّ على ذلك، إذ قد ورد فيه ما معناه “كان سيدنا عمر مأبونا ويتداوى بماء الرجال”، لكن ذلك حُذف كما ترى من الطبعات الموجودة اليوم، كما قد حُذف التبرير الذي ساقه ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري في شرح صحيح البخاري) وتحريفه للمعنى عندما قال أن ماء الرجال إنما هو نبت يخرج من اليمن وليس هو مني الرجال!
المصدر الثالث: يقول ابن الأثير ( وهو من كبار علماء اهل السنة )
(زعمت الروافض أن سيِّدنا عمر كان مخنَّثاً. كذبوا، ولكن كان به داء دواؤه ماء الرجال).
المفاجأة أن كل هذه المصادر هي مصادر خيالية …لا وجود لها على الاطلاق !
المصدر الاول: السيوطي لم يكتب قاموس لغة عربية أصلاً! ولم يُحَقِّق قاموساً كتبه غيره مثلاً!…فمن أين أتى بهذا المصدر الغريب العجيب؟!!
المصدر الثاني: طبعة هندية للبخاري قالت هذا؟ أين هي هذه الطبعة؟ لماذا لم يسمع بها أحد على الاطلاق!! في أي مكتبة موجودة؟ أي دار نشر أصدرها؟ من خطها؟ من كتبها؟
هل البخاري جمع صحيحه في الهند مثلاً حتى نقول بأنه هناك أصول حديثية من البخاري باقية في الهند وغير موجودة في المخطوطات والنسخات والشروح والطبعات والتحقيقات العربية ؟
البخاري قرأ صحيحه على 90 ألف شخص[ راجع ” تاريخ بغداد ” (2/9) ، ” تاريخ الإسلام ” (7/375) ] ولم يصلنا من أحد منهم هكذا رواية! ولو بسند آحاد !
ثم ينقل تعليق لابن حجر العسقلاني في فتح الباري!!
أيضاً اطّلعت يا جزائري على نسخة هندية من فتح الباري؟؟؟
ومتى صدر أصلاً فتح الباري في الهند !!
أين هي هذه النسخة؟ في أي متحف موجودة؟ في أي مكتبة؟ لماذا لم يسمع بها احد سوى انت؟
المصدر الثالث: ابن الأثير مؤرخ توفي في القرن 7 هجري وله أربع مؤلفات:
الكامل في التاريخ/ التاريخ الباهر في الدولة الأتابكية/ أسد الغابة في معرفة الصحابة/ اللباب في تهذيب الأنساب.
أين قال هذا ابن الأثير ؟
في أي كتاب…في أي مجلد…في أي طبعة …في أي صفحة؟
أيضاً لا مصدر..لا مرجع..لا شيء على الاطلاق!!
فبالله عليكم هل هذا كلام علمي !!
والعجيب أن الجزائري نفسه في نفس كتابه يقول بأن كتب الشيعة تخلو من أمثل هذه المثالب ولكنه نقلها من كتب السنة !!!!!!!!
يعني حتى كتب الشيعة السابقة لكتاب الأنوار النعمانية للجزائري لا تحتوي على هذا الاتهام !
يعني كما رأينا الموضوع لا وجود له على الاطلاق لا في مصادر السنة ولا في مصادر الشيعة !!
ثم استدل بما ورد في طبقات ابن سعد (ج 3 ص 289 – موافق لترقيم الشاملة) :
قال أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق ومحمد بن عبد الله الأنصاري وهوذة بن خليفة قالوا أخبرنا بن عون عن محمد بن سيرين قال قال عمر بن الخطاب ما بقي في شيء من أمر الجاهلية إلا أني لست أبالي إلى أي الناس نكحت وأيهم أنكحت
أولاً: المعنى أي ناس تزوجت وأيهم زوجت.
النكاح في المصطح الاسلامي هو الزواج.
الدليل سورة الاحزاب – 49 :”إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ“
ثانياً: اسناده منقطع اصلاً فمحمد بن سيرين لم يدرك عمر .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته